نظمت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في خطوة تصعيدية تهدف للمطالبة بإشراك الدول والمؤسسات الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة.
ورفع المشاركون صورا ولافتات مناوئة للنظام السعودي ووصفته بالديكتاتور الذي يصنع إسلاما جديدا يسلب فيه المسلمين حقوقهم المكفولة منذ بزوغ الدين الإسلامي. وعبر سوجارتو عبد الله أحد المشاركين في الوقفة عن السخط الشديد الذي بدأ يعج إندونيسيا مؤخرا نتيجة انخفاض من يتم السماح له من مواطنيها بأداء فرائض الحج والعمرة بحجج واهية مثل الازدحام والطاقة الاستيعابية للحجاج. وطالب سوجارتو الحكومة الإندونيسية بطرد السفير السعودي من جاكرتا ما لم تصلح الرياض من طريقة إدارتها للمشاعر وتسمح للمسلمين بالمشاركة في عملية إدارة دولية يشرف عليها إطار اسلامي موحد.
بدورها قالت المشاركة أمينة رحمان إن إندونيسيا أكبر بلد مسلم لكن للأسف ليس لها قول أو أثر في إدارة الحج والعمرة والمشاعر بشكل عام وهذا لم يعد أمرا مقبولا.
وأضافت بنبرات غضب “يجب أن تكون إندونيسيا متواجدة في السعودية من خلال خبراء يمكنهم تطوير إدارة الرياض المتردية للمشاعر والحرمين”. واستماتت السفارة السعودية في اندونيسيا من أجل إلغاء الوقفة ومؤتمرات سابقة للهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين لكنها فشلت في ذلك.
وكانت الهيئة الدولية عقدت مؤتمرا دوليا في إندونيسيا الأسبوع الماضي ناقش إدارة السعودية للحج وسبل تطويرها وأوصى المشاركون فيه بضرورة إشراك الدول الإسلامية في إدارة الحرمين والمشاعر الدينية. وحسب الهيئة الدولية التي تتخذ من ماليزيا مقرا لها فإنها تنوي عقد عشرات الأنشطة والتحركات في الدول الإسلامية رفضا لتفرد السعودية بإدارة الحرمين واحتجاجا على ما تمارسه الرياض من انتهاكات في هذا الصدد.
وفي الهند، عقدت الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر مظاهرة حاشدة ضد تسييس الرياض المشاعر المقدسة وذلك عقب صلاة الجمعة قرب مقر السفارة السعودية، حيث نقلت السلطات الهندية مكان التظاهرة لدواع امنية. وقد تم تنظيم التظاهرة بسبب الانتهاكات التي تقوم بها السعودية في المشاعر المقدسة مثل تسييس الحج وربط الخلافات السياسية مع الدول والأفراد بأداء مناسك الحج والعمرة، وحرمان الآلاف من المسلمين حول العالم من المشاعر الدينية بسبب الاختلافات السياسية.
ورفع المشاركون لافتات وشعارت مناهضة للسعودية مثل مطالبة السعودية بعدم تسييس الحج وان الحج لكل المسلمين، وتحرير المشاعر الإسلامية من الإدارة السعودية، ورفض ترحيل الحجاج والمعتمرين من اجل الاختلافات السياسية ومعارضتهم لآراء المملكة، ورفض التعدي على خصوصية الحجاج والمعتمرين، والمطالبة بتوزيع عادل لحصص الحج على المسلمين.
وقال السيد شاكيل خان على السعودية التوقف عن تسييس المشاعر الإسلامية في السعودية فوراً، وعدم إهانة واعتقال المسلمين على اعتاب المشاعر الإسلامية، مؤكدا أنه سيتم تصعيد المظاهرات الاحتجاجية في الأيام والأشهر القادمة امام جميع السفارات السعودية في العالم إلى ان ترضخ السعودية لمطالب المتظاهرين أو تتنحى جانباً عن إدارة الحج.
وقالت السيدة سندس سلوار إن ممارسات السعودية الظالمة ضد المسلمين تتنافى مع القوانين والمعاهدات الدولية في حرية المسلمين ممارسة عباداتهم بحرية وبدون قيود، وأضافت إن تفرد السعودية بإدارة الحج يعطيها دافعا بإكمال انتهاكاتها ضد المسلمين ولذلك يجب اشراك المسلمين جميعاً في إدارة مشاعرهم الدينية. إننا في الحملة العالمية نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الممارسات ووضع ضوابط وقوانين وأنظمة لإدارة شؤون الحج والعمرة لضمان عدم استفراد السعودية بإدارة الحج طبقاً لأهدافها وطموحاتها السياسية أو الاقتصادية.
الجدير بالذكر أن الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية والتي انطلقت قبل أشهر في العاصمة الإندونيسية جاكرتا هي حراك عالمي رافض لتسييس الحج. حيث إن إنشاءها جاء رداً على ممارسات السعودية غير المحسوبة العواقب، والتي بدأت بمنع كل شخص لا يتفق معها سياسياً من ممارسة شعائر الحج والعمرة، وانتهت بمنع شعوب وطوائف بأكملها. وتعتبر الحملة حراكا عالميا يركز بشكل خاص على العالم الإسلامي والجاليات المسلمة في الغرب، بما في ذلك أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا، وتسعى لضمان حرية العبادة لكافة المسلمين على اختلاف توجهاتهم السياسية أو انتماءاتهم العرقية.