رصدت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين البدء في توزيع تأشيرات المجاملة على السياسين المسلمين بهدف حشد الدعم للنظام السعودي في العالم الإسلامي. أفادت وكالة الصباح الإعلامية عن تلقي البرلمان المغربي ب 500 تأشيرة حج لهذا العام من أجل توزيعها على البرلمانيين وزوجاتهم وأبنائهم ومقربين منهم، لا تربطهم أي علاقة بالمؤسسة التشريعية، من أجل أداء مناسك الحج.
وأضافت وكالة الصباح بأنه سيشرع مكتبا البرلمان بغرفتيه، قريبا، في توزيع بطاقات خاصة على البرلمانيين تسهل لهم الحصول على تأشيرة الحج، بدون المشاركة في القرعة التي تجريها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كل سنة. وعاد منح سفارة السعودية بالرباط لمئات تأشيرات الحج تحت مسمى “المجاملة” للبرلمانيين المغاربة، ليتصدر النقاش من جديد بين الفرق النيابية المشكلة للمؤسسة التشريعية، سواء بمجلس النواب والمستشارين، وكذا المواطنين المغاربة الذين تعذر عليهم الحصول على التأشيرة العادية. ويرابط العديد من البرلمانيين، كل اثنين وثلاثاء، أمام مكتبي حبيب المالكي وحكيم بنشماش، بحثا عن “بون”، من أجل التوسط لفائدة قريب أو قريبة، للسفر إلى السعودية لأداء مناسك الحج. وبات هذا النوع من ممثلي “الشعب”، يطلق عليهم داخل البرلمان لقب “برلمانيي تأشيرات الحج”، إذ يكررون العملية نفسها، مع حلول كل موسم حج.
وقد رصدت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين في وقت سابق مراسلات سعودية رسمية مسربة تحتوي على ادلة دامغة في كيفية استغلال السعودية لتأشيرات الحج والعمرة لتدعم أهدافها وطموحاتها السياسية ولشراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين عن طريق اعطاءهم تأشيرات حج وعمرة بالمجان وبشكل غير قانوني للوقوف الى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية.
وبحسب الهيئة فقد تحدث شخص مقرب من السفارة السعودية في مصر للهيئة، بان سفير السعودية يوزع يومياً العديد التأشيرات المجانية على الإعلاميين والسياسيين المؤيدين لسياسة السعودية وبعض الفنانين في مصر. وكشفت الهيئة بان السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند المجاملة والاستغلال السياسي.
وتشير الهيئة الدولية الى أن السعودية تمارس الاستغلال السياسي لتأشيرات الحج والعمرة والذي بدوره يؤدي الى حرمان المسلمين من تأدية مناسك الحج والعمرة، وتستغل السعودية الحج والعمرة لتصفية حساباتها مع الدول التي تعارضها سياسياً ولفرض اجندتها السياسية على جميع الدول لأنها تعلم بأن جميع المسلمين والدول الإسلامية بحاجة ماسة لتأدية هذه الفريضة الإسلامية الخامسة. وتضيف الهيئة الى ان الإدارة السعودية الحالية لا تستحق ان تدير الأماكن الإسلامية المقدسة وأنها فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون الحج والعمرة.
وشددت على أنه يجب على السعودية استغلال الخبرات الإسلامية في إدارة الحج والعمرة عن طريق إشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية في ادارة المشاعر الإسلامية في السعودية لضمان أقصى درجة من درجات الشفافة والنزاهة في إدارة الملف الهام لجميع المسلمين خاصة بعد فشل السعودية في إدارة هذه المشاعر.
تهدف الهيئة الدولية للعمل على ضمان قيام السعودية بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة سليمة صحيحة تحافظ على ماضي الإسلام وحاضره، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة للرياض عبر مجلس نصح إسلامي، وإشراك الدول المسلمين في إدارة المشاعر المقدسة, ووقف أشغال طمس الهوية الإسلامية في مكة والمدينة “والذي تقوم به السعودية بصورة محمومة من خلال التوسع العمراني الغير المحدود والذي قضى على الكثير من تلك المواقع، ومسح الوجود الإسلامي فيها”, ومنع استفراد السعودية بإدارة المشاعر المقدسة بما قد يؤثر على سلامة الحجاج والمعتمرين.
وايضاً تهدف للعمل على عدم إغلاق المشاعر “لأسباب غير مقنعة” مثل زيارة الشخصيات البارزة أو المشاهير أو ضيوف السعودية ورصد أي انتهاك تتورط فيه السعودية بحق أي حاج أو معتمر لدى زيارته للمشاعر المقدسة. واخيراً الحرص على توزيع حصص الحج والعمرة على الدول المسلمة بشكل عادل لا محاباة فيه ولا وساطة. وتعتبر الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مؤسسة عالمية تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة المملكة العربية السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية في المملكة. الهيئة تستند في عملها إلى مرجعية إسلامية، وتحرص على مصالح المسلمين من المحيط حتى الخليج وكافة مناطق التواجد الإسلامي.