مع بدء توافد طلائع الحجاج من خارج المملكة العربية السعودية للمرة الأولى منذ تفشي وباء كوفيد-19 قبل يومين، تطالب الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، السلطات السعودية بمضاعفة إجراءاتها لتأمين حج آمن هذا العام من دون تسييس.
تؤكد الهيئة الدولية، على أن السلطات السعودية ملزمة بإعداد وتنظيم وتسهيل إجراءات الحج والاضطلاع بمسئوليتها الكاملة حيال ذلك بما يشمل الإجراءات الصحية والإدارية وتفادي سلسلة الأخطاء المتكررة في الأعوام السابقة.
ونبهت الهيئة الدولية إلى ضرورة وقف إجراءات تسييس الحرمين وجعل السلطات السعودية الحج والعمرة أداة للقمع ووسيلة لتصفية الخصوم وطريقا لدعم بعض الأنظمة الاستبدادية، بما في ذلك ما تم توثيقه من اعتقال لحجاج بعض الدول الذين يعيشون في المنفى وحجاج الأقلية المسلمة الإيغور.
كما تؤكد الهيئة الدولية ضرورة وقف أي إجراءات منع سبق أن فرضتها السلطات السعودية على حجاج عددا من الدول لاعتبارات سياسية ومواقف خاصة للنظام السعودي، أو بسبب مواقفهم السياسية وأراءهم الفكرية، ومن بين الممنوعين علماء ومفكرين وأساتذة جامعات.
إضافة إلى ذلك تجدد الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، دعوتها إلى ضغط إسلامي على السلطات السعودية لإعادة النظر فيما تفرضه من رسوم مالية على تكاليف الحج كون ذلك لا يحقق العدل والمساواة بين جميع المسلمين وهناك الآلاف من المسلمين الفقراء الذين لا يقدرون على تغطية تكاليف الحج الباهظة هذا العام في ظل الغلاء الفاحش في جميع الخدمات المقدمة للحجاج هذا العام مثل أسعار الفنادق والمواصلات والتأشيرات إلخ.
وتستعد السعودية للسماح لمليون مسلم بأداء الحج هذا العام من داخل المملكة وخارجها، كما أعلنت في نيسان/ابريل الماضي وذلك لأول مرة منذ عام 2019.
وبلغ عدد الحجاج العام 2019 نحو 2,5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لألف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي الى ستين ألفا ملقحين بالكامل جرى اختيارهم بواسطة القرعة.
وكانت السعودية أغلقت المسجد الحرام في آذار/مارس 2020.وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، عاد المسجد الذي يضم الكعبة، قبلة المسلمين، ليستقبل المصلين بكامل طاقته الاستيعابية ومن دون أي تباعد، رغم أن وضع الكمامة لا يزال إلزاميا.
وفي أوائل آذار/مارس الماضي، أعلنت المملكة رفع معظم القيود بما في ذلك التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة والحجر الصحي للوافدين الذين تم تطعيمهم، وهي خطوات كان من المتوقع أن تكون مقدمة للسماح بوصول الحجاج المسلمين من الخارج هذا العام.
يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
والهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين هي مؤسسة عالمية تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة المملكة العربية السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية في المملكة. وتستند الهيئة في عملها إلى مرجعية إسلامية والحرص على مصالح المسلمين من المحيط حتى الخليج وكافة مناطق التواجد الإسلامي.