أصدرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين اليوم تقريرها الشهري الثاني عن شهر فبراير 2018 رصدت فيه أبرز انتهاكات السلطات السعودية في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة.
استغلال التأشيرات
وجاء في التقرير أن الهيئة رصدت في 7 فبراير 2018 مراسلات سعودية رسمية مسربة تحتوي على أدلة دامغة في كيفية استغلال السعودية لتأشيرات للحج والعمرة لتدعم أهدافها وطموحاتها السياسية ولشراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين عن طريق اعطائهم تأشيرات حج وعمرة بالمجان وبشكل غير قانوني للوقوف إلى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية.
وبحسب الهيئة، فقد تحدث شخص مقرب من السفارة السعودية في مصر للهيئة، بان سفير السعودية يوزع يومياً العديد من التأشيرات المجانية على الإعلاميين والسياسيين المؤيدين لسياسة السعودية وبعض الفنانين في مصر. وكشفت الهيئة بان السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند المجاملة والاستغلال السياسي.
وقالت الهيئة بانها قد تلقت شكاوى من 5 مكاتب حج وعمرة مصرية بتاريخ 23 فبراير 2018 حول تقليص عدد الأشخاص الحاصلين على تأشيرات العمرة خلال الشهريين الماضيين وارتفاع أسعار التأشيرات. وقالت الهيئة ان الشكاوى تحدثت عن صدور ضوابط جديدة للعمرة وسيتم تنفيذها من قبل مكاتب الحج والعمرة في مصر، ومن ضمن هذه الضوابط رفع الأسعار لتصل الى حوالي 10.000 جينه مصري للمعتمر الواحد. وقد استقبلت الهيئة شكوى من أحد مكاتب الحج والعمرة في مصر بأنه قد أوقف استقبال حجوزات تأشيرات العمرة حتى يتم اتخاذ موقف نهائي بشأن هذه الرسوم، وان موسم العمرة هذا العام سيكون كارثيا بجميع المقاييس، وأن إقبال الناس الذين ينوون أداء العمرة سيكون ضعيفاً جداً قياساً بالأعوام الماضية.
وتحدث مكتب سياحة مصري آخر في شكوى قدمها للهيئة بأن هناك مكاتب سياحية قد أطلقت برامج عمرة لهذا العام بأسعار رخيصة وبفروق كبيرة في الأسعار المعلن عنها مما يدل على ان هناك مكاتب سعودية تقوم بتسهيل معاملات بعض مكاتب العمرة مقابل مبالغ مالية.
ورصد التقرير بتاريخ 11 فبراير 2018 ترحيل السلطات السعودية أربعة معتمرين مصريين وسوريين اثنين بطرق غير قانونية وبالقوة. وتضمن التقرير إفادة أحد المعتمرين المصريين المرحلين، قال فيها إنه فور وصوله الى السعودية لم تسمح له السلطات في المطار بالدخول لأداء العمرة وتم تفتيشه وحجزه لمدة عشر ساعات في المطار قبل ترحيله إلى بلاده بدون إبداء الأسباب. وقال المعتمر السوري ف.ح أنه يوم 11 فبراير وبعد دخوله السعودية بيوم واحد فقط لأداء العمرة تم استدعاؤه والتحقيق معه ووسؤاله عن انتماءاته السياسية، وتم ترحيل المواطن السوري بعد انتهاء التحقيق.
ووثق التقرير شكاوى من مسلمين من دول مختلفة حول تفتيش السلطات السعودية المتواجدة في المطار للمعتمرين بشكل دقيق ومستفز جداً والتفتيش في هواتفهم النقالة وأغراضهم الشخصية والتحقيق معهم في مطار جدة. وقالت السيدة التونسية ن. ع بانها قد تعرضت للتفتيش الدقيق والمستفز جداً من قبل السلطات السعودية، حيث تم تفتيش وقراءة أجندتها الشخصية وسؤالها عن أرقام الهواتف الموجودة بها.
التخطيط لحرمان دول إسلامية من الحج هذا العام
ورصدت الهيئة الدولية بتاريخ 5 فبراير 2018 اجتماعات وجلسات مفاوضات بين الجزائر والسعودية بهدف زيادة حصة الجزائر في الحج الموسم القادم، حيث رفضت السعودية زيادة تلك الحصص بسبب قدرة الاستقبال. وأكد مصدر مقرب من الوفد الجزائري المفاوض للهيئة بأن السعودية ربطت زيادة حصص الجزائر من الحج الموسم القادم بتغيب بعض الدول أو الأفراد عن الحج، في إشارة الى تخطيط المملكة المسبق لحرمان بعض الدول الإسلامية والأفراد التي هي على خلاف سياسي معها من الحج أو تغييبهم بشكل قسري عن الحج.
ممارسة الابتزاز السياسي
ورصدت الهيئة بتاريخ 11 فبراير 2018 تهديد السعودية للأردن بتقليص المساعدات وحصص الحج بسبب موقفها من ملف الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حيث استخدمت السعودية المشاعر الإسلامية خاصة الحج كورقة ضغط سياسية للضغط على الحكومة الأردنية للموافقة على مواقف وقرارات السعودية السياسية.. وقالت الهيئة في تقريرها بأنه قد تم استخدام ملف تقليص حصص الحج والمساعدات السعودية المقدمة للأردن بسبب رفض الأردن لقرار الإدارة السعودية بتعديل ورفع وصاية الأردن عن القدس.
تدمير الأماكن الأثرية في السعودية
ورصدت الهيئة الدولية بتاريخ 20 فبراير 2018 تدمير السلطات السعودية لبيت حليمة السعدية رضي الله عنها مرضعة الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي يقع في منطقة بني سعد بمحافظة ميسان السعودية جنوب شرق الطائف. حيث أمر أمير مكة بإزالة بيت حليمة السعدية رضى الله عنها والأشجار المحيطة به.
أنشطة وفعاليات وإنجازات
وأطلقت الهيئة الدولية بتاريخ 7 فبراير 2018 عريضة للاتحادات والمؤسسات الإسلامية تطلب فيها تفويضا ودعما لرسالتها ورؤيتها وما تحاول تحقيقه بهدف الوصول إلى إدارة سليمة للأماكن المقدسة في السعودية. وقالت الهيئة الدولية في تقريرها إن التفويض والدعم يأتيان بسبب احتكار السعودية لجميع القرارات المهمة والرئيسية حول كيفية إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة، وعدم المشاركة والتشاور مع أية دولة او منظمة إسلامية في كيفية إدارة الحج والعمرة، وتهميش الجمعيات الإسلامية والعلماء في جميع انحاء العالم من قبل الحكومات السعودية المتعاقبة.
ونظمت الهيئة بتاريخ 2 فبراير وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية في العاصمة الإندونيسية “جاكرتا” في خطوة تصعيدية تهدف للمطالبة بإشراك الدول والمؤسسات الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة. وندد المشاركون في الوقفة التي تم تنظيمها بالشراكة مع مؤسسات محلية وعالمية واتحادات طلبة جامعات جاكرتا ومؤسسة علماء مسلمين إندونيسيا فرع جاكرتا، بإدارة السعودية للحرمين التي وصفوها بالفاشلة.
وعقدت الهيئة بتاريخ 24 فبراير 2018 بالتعاون مع جمعية (علي ياسين) مؤتمراً دوليا للمطالبة بإشراك الدول الإسلامية في إدارة السعودية للحرمين تحت عنوان “الأبعاد السياسية والاقتصادية لإدارة السعودية للمشاعر الإسلامية المقدسة وفلسفة الحج” بمشاركة واسعة من ممثلي المرجعيات الدينية والمجتمعية وممثلي المجتمع المدني السنغالي.
كما وأوضح التقرير بان أحد إنجازات الهيئة الدولية تكلل بإصدار السلطات السعودية قرار زيادة حصة الحج لجهورية السنغال من 10.500 الى 12.860 وذلك بعد الضغوط التي مارستها هيئة مراقبة الحرمين وخاصة عقد المؤتمر الدولي في السنغال في 24 فبراير 2018 والذي ناقش إدارة السعودية للمشاعر الإسلامية المقدسة وطالب الحكومة السنغالية بالضغط على الإدارة السعودية لزيادة حصة جمهورية السنغال من الحج.
وفي ختام تقريرها، جددت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين استهجانها لتعسف السلطات السعودية بحق مسلمين ومنعهم من حقهم في أداء الشعائر الدينية من دون أي مبرر مقنع. وطالبت الهيئة الدولية السلطات السعودية بوقف مثل هذه الممارسات وضرورة احترامها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي وقعت عليه السعودية، وبشكل خاص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.