تلقت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، سلسلة شكاوى تتعلق بوضع السلطات السعودية شروطاً خاصة لقبول الحجاج الغربيين عبر إخضاعهم للقرعة وإجبارهم على التسجيل بموقع حكومي.
وقالت الهيئة الدلوية إن التغيير المفاجئ في القواعد قبل أسابيع قليلة من بداية الحج تسبب في إرباك الحجاج ووكالات السفر المحتملين في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق موسم الحج السنوي، أدخلت السعودية قوانين جديدة تُلزم الحجاج من الدول الغربية بحجز رحلاتهم إلى مكة عبر موقع إلكتروني حكومي، وليس عبر الشركات السياحية كما جرت العادة.
وعادةً ما يستغرق الحجاج شهوراً للتحضير للطقوس الدينية المرتبطة بالحج، وحضور الندوات للتأكد من إتمام شعائر الحج على النحو الصحيح. لكن بموجب النظام الجديد، سيكون أمام الحجاج الغربيين أقل من أربعة أسابيع للاستعداد.
ولم تذكر وزارة الحج السعودية سبب إجراء التغييرات، لكنها أعلنت أن قرعة ستعقد يومي 13 و 14 حزيران/يونيو الجاري. ونصحت منذ ذلك الحين الحجاج المحتملين بـ “طلب المبالغ المستردة من منظمي الرحلات / الوكلاء” الذين أخذوا ودائع للأشخاص الراغبين في أداء فريضة الحج.
وأكدت وزارة الحج السعودية أن حجاج “أوروبا وأمريكا وأستراليا” سيتعيَّن عليهم تقديم طلب الحج عبر موقعها الإلكتروني “مطوف”، وقالت إن اختيار الحجاج سيتم عن طريق “قرعة إلكترونية”.
وعلى الحجاج الآن التقدم لتأمين مكان في موسم الحج السنوي، وحجز رحلاتهم الجوية والفنادق مع الحكومة السعودية مباشرة، فور الموافقة على طلبهم.
فيما لم تعلن الرياض عن أسعار باقاتها الخاصة بالحجاج الدوليين، لكنها قالت إنها ستشمل أسعار الرحلات والإقامة، ولم يتضح بعد ما الذي دفع الرياض لتغيير إجراءاتها مع اقتراب موعد الحج، لكن هذا قد يعني أن الحجاج المنتظرين منذ جائحة فيروس كورونا ستضيع عليهم فرصة إتمام الحج.
وهذا النظام الجديد يأتي بعد أشهر من امتناع وزارة الحج في السعودية عن إخبار شركات السفر في أوروبا وأمريكا وأستراليا بعدد الأماكن المخصصة لها.
يقول يوسف، مدير إحدى شركات سفريات الحج في لندن، إن إعلان السعودية غيّر وضع الشركات بين عشية وضحاها.
وأضاف “ننظم رحلات العمرة والحج منذ سنوات عديدة، واستخراج أي شيء من الوزارة شديد الصعوبة، ولا نعرف كيف سيحصل الحجاج على ما يحتاجونه”.
وتابع “تعتمد شركات كثيرة على الحج لتحقيق الجزء الأكبر من أرباحها. والآن ستعتمد على العمرة لتستمر في عملها، لكن هذا سيكون أشد صعوبة بالنظر لتشبع سوق العمرة بشركات عديدة، والحجاج الآن بإمكانهم حجز كل شيء بأنفسهم”.
ويشار إلى أن السعودية هذه السنة قلَّصت عدد الحجاج إلى مليون شخص من داخل المملكة وخارجها، وفق الحصص المخصصة لكل دولة، الأمر الذي دفعها إلى رفع التكاليف حتى تغطي مصاريف الخدمات التي ارتفعت قيمتها بسبب غلاء الأسعار الذي يضرب العالم.
ومن بين الأسباب أيضاً التي دفعت إلى ارتفاع أسعار الحج، ارتفاع قيمة الريال السعودي مقابل الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخدمات في كل من مكة والمدينة، من فنادق ونقل وأكل وشرب، وارتفاع نسبة الضرائب.
أيضاً، ارتفعت تكاليف الحج بسبب تأثر الأسعار بالإجراءات الوقائية من انتشار جائحة كورونا، نظراً لما يترتب على ذلك من سعة المخيمات والمساكن والتباعد بينها.
وأشارت الهيئة الدولية إلى تكرار تعطّل موقع “مطوف” السعودي والمخصص لتقديم المسلمين في الغرب على أداء فريضة الحج، بعد ساعات من إطلاقه الجمعة 10 يونيو/حزيران 2022، بسبب ارتفاع الطلب.
وأثارت البوابة الجديدة مخاوف بشأن حماية البيانات. فقد اشتكى المسلمون الذين سجلوا على موقع “مطوف” للحصول على تحديثات الحج من تلقي رسائل بريد إلكتروني عشوائية من شركة غير معروفة للعناية بالبشرة.